كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن منفذ الهجوم في نيو أورلينز هو شمس الدين جبار، مواطن أمريكي من تكساس يبلغ من العمر 42 عامًا، كان يعمل كوكيل عقارات وخدم في الجيش الأمريكي لسنوات قبل أن يواجه أزمات مالية وشخصية.

قام جبار، الذي استأجر شاحنة لدهس مجموعة من المحتفلين برأس السنة، بنشر مقاطع فيديو على الإنترنت قبل تنفيذ الهجوم، تحدث فيها عن خططه لقتل عائلته وأحلامه التي قادته للانضمام إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وفقًا لما نقلته شبكة “سي إن إن”.

الهجوم، الذي وقع مساء الأربعاء الماضي، أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة حوالي 30 آخرين. وذكرت السلطات أن جبار لقي مصرعه خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وأن الحصيلة تشمل المهاجم نفسه.

خلفية عسكرية وشخصية معقدة
بحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، خدم جبار في الجيش بين عامي 2007 و2015، وتخصص في الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات، كما خدم في أفغانستان من فبراير 2009 حتى يناير 2010. أنهى خدمته برتبة رقيب أول، وتم تسريحه بشكل نظامي.

بعد انتهاء خدمته العسكرية، اتجه جبار للعمل في مجال العقارات في هيوستن، وعمل مؤخرًا كـ”متخصص كبير في الحلول” مع شركة “ديلويت”، حيث كان يحقق دخلًا سنويًا يبلغ حوالي 125 ألف دولار. ومع ذلك، واجه مشكلات مالية حادة، خاصة بعد طلاقه الثاني في عام 2022، والذي أدى إلى تراكم ديون كبيرة عليه.

تحول نحو التطرف
في مقاطع فيديو نشرها على “يوتيوب”، تحدث جبار عن خططه المبدئية لقتل عائلته، قبل أن يتراجع عنها نتيجة أحلامه التي دفعته لدعم تنظيم “داعش”. ورغم اعتناقه الإسلام في سن مبكرة، وصف شقيقه عبد الجبار، في تصريحات لصحيفة “نيويورك تايمز”، أفعاله بأنها “لا تمثل الإسلام”، مشيرًا إلى أن شمس الدين كان يعاني من نوع من التطرف.

الجانب الأكاديمي والجنائي
تخرج جبار من جامعة ولاية جورجيا في عام 2017 بدرجة علمية في أنظمة الكمبيوتر. وتشير السجلات الجنائية إلى إدانته بتهم بسيطة، مثل السرقة والقيادة برخصة غير صالحة في بداية الألفية.

قبل حذف فيديوهاته من “يوتيوب”، تحدث جبار بإيجابية عن تجربته العسكرية، مؤكدًا أنها علمته قيمة الخدمة والانتباه إلى التفاصيل لضمان تنفيذ المهام بكفاءة.