يشهد قطاع السياحة في المغرب استمرارًا ملحوظًا في تحقيق نمو غير مسبوق، ليعزز مكانته كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني ومصدر حيوي لخلق فرص العمل. وقد جاءت عطلة نهاية عام 2024 لتؤكد الانتعاش المستمر للقطاع، الذي أظهر قدرة كبيرة على التطور والنمو.
تواصل مدينة مراكش تصدرها كأبرز الوجهات السياحية في المغرب، متبوعة بأكادير، الدار البيضاء، وطنجة. ويجمع خبراء القطاع على أن هذه المدن تستقطب النصيب الأكبر من الزوار، مما يعكس جاذبيتها السياحية المتجددة.
وفي هذا السياق، أكد حميد بنطاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، أن النشاط السياحي في نهاية العام سار بسلاسة تامة، معتبراً أن فترة العطل شكلت ذروة حركة السياحة. ومع ذلك، شدد على أهمية التركيز على التحدي الأكبر المتمثل في ضمان استمرارية النشاط خارج فترات العطل الموسمية، مطالباً بتطوير حلول مبتكرة لتحفيز الإقبال خلال المواسم الأقل نشاطاً.
وأشار بنطاهر إلى أن بعض الجهات في المغرب لم تستفد بشكل كافٍ من الانتعاش السياحي، رغم التحسن العام الذي شهده القطاع، داعياً إلى تعزيز الجهود لزيادة رحلات الطيران ورفع نسب الزوار في تلك المناطق، وصولاً إلى تحقيق نسبة ملء سنوية تتجاوز 70%، وهو هدف تسعى الكونفدرالية لتحقيقه.
وأكد بنطاهر أن القطاع السياحي تمكن، رغم التحديات، من تحقيق إنجازات لافتة، منها استقطاب 17 مليون سائح في عام 2024، متقدماً على الجدول الزمني المحدد بسنتين. كما أشار إلى أن السياحة ساهمت في توفير 127 ألف فرصة عمل مباشرة خلال عام 2023، بزيادة قدرها 25 ألف وظيفة، مع توقع ارتفاع هذا العدد في عام 2024.
من جانبه، دعا الزبير بوحوت، الخبير في المجال السياحي، إلى مراجعة أهداف خارطة الطريق السياحية بعد تحقيقها قبل الموعد المقرر. وأكد أن تجاوز المغرب حاجز 17 مليون سائح يضعه في صدارة الدول الإفريقية من حيث عدد الزوار، متفوقاً على مصر.
ومع ذلك، شدد بوحوت على ضرورة تحسين مداخيل العملة الصعبة، مشيراً إلى أن المغرب لا يزال متأخراً عن مصر في هذا المجال، حيث بلغت مداخيل الأخيرة 14 مليار دولار خلال 11 شهراً، مقابل 11 مليار دولار للمغرب.
وعن احتفالات رأس السنة، أوضح بوحوت أن مطار مراكش كان في طليعة المطارات المغربية من حيث استقبال السياح، حيث استقبل 1400 رحلة خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر ديسمبر، بمعدل 200 رحلة يومياً، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز الحركة السياحية الدولية والمحلية، وحقق أرقاماً قياسية للمدينة الحمراء.
