وسط ترقب لانطلاق رحلات جويتين جديدتين تربطان الدار البيضاء بمدينتي بكين وشنغهاي الصينيتين خلال الأيام المقبلة، يتوقع مهنيون في القطاع السياحي المغربي، خاصة أصحاب الفنادق، زيادة في حجوزات السياح الصينيين بمؤسساتهم الفندقية خلال عطلة عيد رأس السنة الصينية الجديدة (عيد الربيع). رغم ذلك، يُرتقب أن تصل ذروة الحجوزات خلال شهري أبريل ومايو المقبلين.
وأوضح هؤلاء المهنيون أن نسبة الحجوزات الحالية لعطلة عيد الربيع، التي تبدأ في 29 يناير وتمتد لأربعة أيام، لا تزال منخفضة، إلا أن هذه النسبة قد تشهد ارتفاعًا اعتبارًا من 21 يناير، بالتزامن مع تشغيل الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء وبكين، وبعد يومين من انطلاق الرحلات بين الدار البيضاء وشنغهاي.
وأشاروا إلى أن غياب الربط الجوي المباشر بين الصين والمغرب كان أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت السياح الصينيين يتجنبون الوجهة المغربية خلال عطلة عيد الربيع، إذ يؤدي ذلك إلى هدر وقت كبير من العطلة في السفر. لكن تشغيل الخطين الجويين الجديدين من شأنه تغيير هذا الوضع.
ووفقًا لإحصائيات رسمية، ارتفع عدد السياح الصينيين إلى المغرب بنسبة 78% خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 106 آلاف سائح.
سفيان بشر، رئيس الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية في درعة تافيلالت، أشار إلى أن حجوزات السياح الصينيين خلال هذه العطلة ما تزال متواضعة مقارنة بالحجوزات المتوقعة لشهري أبريل ومايو، لكنها قد ترتفع تدريجياً مع انطلاق الخطين الجويين. وأضاف أن وكالات السفر الصينية كانت تواجه تحديات بسبب غياب الخطوط المباشرة، مما جعل الوجهة المغربية أقل جاذبية، وهو الأمر الذي سيتم تجاوزه الآن.
بدوره، أشار مصطفى أماليك، الكاتب العام لجمعية الصناعة الفندقية في مراكش، إلى أن السوق الصينية تتسم بدينامية واعدة، مع تفضيل السياح الصينيين الحجز المسبق نظرًا للمسافة البعيدة عن بلادهم. وأوضح أن إعادة تشغيل الخطوط الجوية بين المغرب والصين ستُحفز السياح الصينيين على قضاء عطلاتهم في المغرب، مما سينعكس إيجابيًا على قطاع الإيواء بزيادة ليالي المبيت.
وختم بأن فتح الخطوط الجوية الجديدة سيعزز استفادة السياح الصينيين من كامل مدة عطلتهم، وهو ما يُتوقع أن يرفع عددهم ويزيد من نشاط القطاع السياحي في المملكة.