جواز السفر

الحلقة الثانية

أخذت بنصيحة البروفيسور كيم سونغ أستاذي بمادتي المنظمات الدولية و القانون الدولي التي كانت بعدم البقاء في أمريكا بدون جواز سفر صالح و قررت زيارة المغرب للقاء والدتي رحمها الله التي كانت ستأتي من حلب و قلت في نفسي سأجدد الجواز بالسفارة بالرباط و أعود لأمريكا . لم يتطابق حساب السوق على الصندوق كما يقال فالقنصل الجديد بالرباط رفض تجديد جوازي إلا بموافقة أمنية من سورية و كان تحقيق ذلك الطلب حينها مستحيلا . أصبت بخيبة أمل لكن صديقا لي هون علي الأمر و قال لي بعد أن شاهد جواز سفري أن إمكانية التزوير سهلة و قد فعلها هو و سافر بجوازه المزور لزيارة حلب عبر بلد أوربي و شرح لي ما علي فعله و ما أحتاج لأدوات لإنجاز ذلك و قد إشتريت المواد اللازمة إستعدادا للتزوير لكن ألطاف الله حلت علي عن طريق أخ كريم علم بمشكلتي فقال ستذهب لمدريد و لنا هناك أخ سيساعدك على إستخراج جواز سفر نظامي من السفارة السورية . توجهت لمدريد في أول زيارة لها يوم 21 تموز { جوييه } 1977 مغادرا بالجو من مطار طنجة و إتصلت بالأخ بمجرد وصولي عبر صديق آخر من دير الزور و لم أكن أعرف كليهما . إستقبلني الأخ هاشم كريمة الدمشقي الأصيل بترحاب و شرحت له ما أحتاج مع التنبيه على ضرورته فقال لي على الرأس و العين و حددنا موعدا للذهاب إلى السفارة صباحا و أخذ مني الصور و الجواز القديم و أنا إنتظرته بحديقة قرب مبنى السفارة و غاب عني لمدة ساعة و رجع مارا بالمقعد الذي كنت أجلس عليه بالحديقة و غمزني بعينه باسما و مضى تبعته بعد أن إبتعد عني بمسافة مئتي متر و بقيت أمشي خلفه حتى وصلنا لمنطقة مزدحمة و أعطاني الجواز الجديد و مدة صلاحيته عامين . أردت إكرام الأخ أبو نزار و لكنه رفض نهائيا و بإصرار أن أقدم له اي مبلغ من المال لقاء مساعدته لي و قال لي هذه مساعدة أقوم بها لوجه الله و لا أدري كيف إستطاع تجديد الجواز و من الدبلوماسي الذي أصدر الجواز لي من داخل السفارة . رفضت السفارة الأمريكية بمدريد منحي تأشيرة للعودة لأمريكا بسبب تأخري عن إلالتحاق بالجامعة و طلبوا مني الحصول على قبول آخر بتاريخ حديث فكان علي الرجوع للمغرب بعد أن حصلت على تأشيرة لدخوله بعون صديق عزيز رحمه الله من القنصلية المغربية بالجزيرة الخضراء المواجهة لمدينة طنجة في البر الأوربي و دخلت المغرب بعد أن قضيت حوالي ثلاثة أشهر ممتعة بالديار الإسبانية . عقب رجوعي للمغرب حصلت على فرصة عمل بكلية الحقوق بالدار البيضاء و كان هاجس تجديد جواز السفر دائما يقلقني فمدة صلاحية عامين قصيرة جدا . إنتهت صلاحية الجواز و بدأت الإتصالات مع الأصدقاء لتجديده خارج المغرب فوصلني رد من الكويت يقول صاحبه أرسل لنا جوازك بالبريد المسجل مع صور و سنحاول تجديده لك عندنا من السفارة السورية بالكويت . أرسلت الجواز لأبي حسن حفظه الله و عافاه يوم الأربعاء مع الساعة الحادية عشر صباحا بمنتصف شهر كانون الأول { ديسبمبر } 1979 من الوكالة البريدية القريبة من منطقبة سكني و رجعت للدار لإعداد الغداء فقد كنت حينها عازبا . رن جرس الباب و حين فتحت رأيت شابا أنيقا أمامي فسألني هل أنت عبدالباسط البيك ..؟ فقلت له نعم هو أنا . أعطاني ورقة إستدعاء لقسم الأجانب في مركز الشرطة للحضور غدا مع جواز السفر… صعقني طلبه فالجواز صار في البريد المسجل و هو في طريقة للكويت فماذا أفعل ..؟؟؟ الجواب سيكون في الحلقة الثالثة قريبا إن شاء الله . عبدالباس